ابطال الجهاد فى الاسلام"مصعب بن عمير"

**HABIBA** الثلاثاء فبراير 03, 2009 9:35 am

مصعب بن عمير
كان يمشى فى شوارع مكة مختالا بنفسه ....يمكن ان تتنسم عن بعد عدد الروائح التى كان يتعطر بها.......كان جميل المحيا ..يتألق حيوية وشبابا... فهو مرفه........ما عرف شظف العيش ولا هزته فواجع الفقر ....وكان أيضا يمتاز بذكاء واضح .....فهو لبق سريع الخاطر يستطيع أن يجذب محدثه بسهولة ويسر.هذا الشاب هو مصعب بن عمير
اسلامه:-
ما كاد مصعب الخير او مصعب ابن عمير كما كان يسميه رسول الله ما كاد يسمع عن ظهور دعوة جديدة ينادى بها محمد بن عبد الله وأن هذه الدعوة تسفه أحلام مكة وتسخر آلهتها وأن العبادة يجب ان تكون لله وحده حتى استهواه الدين الجديد وخاصة بعد ان استمع الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ووجد فى كلماته نورا ينفذ الى قلبه ويضىء الطريق نحو حياة أفضل حتى تبع النبى صلى الله عليه وسلمودخل فى الاسلام.
موقف والدته من اسلامه:-
بمجرد أن عرفت والدته "خناس بنت مالك" بما كان يخفيه ابنها عنها وأنه دخل فى زمرة المسلمين وأنه كان يلتقى برسول الاسلام فى دار الارقم بن أبى الارقم حتى طار صوابها وقررت أن تثنى ابنها عن اعتقاده مهما كانت الظروف بل حتى لو ادى الامر الى حبسه الى ان يموت فى سجنه ....... وقد عاش مصعب فى السجن الذى فرضته عليه أمه الى أن قرر النبى الهجرة من مكة الى الحبشة وقد هاجر اليها مرتين وقد حاول أن يقنع أمه بالدخول فى الاسلام ولكنها رفضت وأصرت على الشرك.
جهاده فى الاسلام:
اختاره الرسول الكريم للذهاب الى يثرب ليعلم من دخل فى الاسلام فى بيعة العقبة الاولى وكانوا حوالى اثنا عشر رجلا فى بيعة العقبة الاولى ووجد أهل يثرب فى رسول رسول الله تواضعا وزهدا وبعدا عن الترف ورؤا فيه أيضا العقل الراجح المتفتح فاذا بالناس تقتنع بدعوة الاسلام ويزيد عددهم ويصبحوا ثلاثة وسبعين رجلا , وهم الذين جاؤا فى موسم الحج التالى وقرر النبى مقابلتهم هو وعمه العباس بن عم المطلب وكانت هذه بيعة العقبة الثانية.وقد كانت هذه البيعة نقطة انطلاق هائلة للمسلمين غيرت مسار التاريخ الانسانى كله.
ولنضرب مثلا كيف كان مصعب بن عمير يستهوىالافئدة لدخول الناس فى دين الله ؟
جاءه يوم أحد سادة يثرب وهو أسيد بن حضير يحمل سيفه والغضب باد على وجهه وقد استكثر أن يأتى مصعب ابن عمير ينشر دينه بين عشيرته واقترب منه وأخذ يهدده ويزجره ليكف عن دعوته ونظر الى سفير النبى فوجد الابتسامة تعلى وجهه وهو ثابت لايرتجف ولا يهتز من وعيده . وبهدوء قال مصعب:
"او لا تجلس فتسمع ,فان رضيت أمرنا قبلته ,وان كرهته كففنا عنك ما تكرهه" بهذه الدبلوماسية كانت لكلمات مصعب وقع السحر فى نفس الرجل حيث هدأ وانطفأ غضبه وأخذ يستمع الى ما يقوله مصعب واستمع الى كلمات القرآن الكريم فاذا بها تنساب الى اعماق نفسه واذا به يدخل فى دين الله . وأسلم باسلام أسيد فيما بعد سعد بن معاذة وسعد بن عبادة.
استشهاده:-
استشهد مصعب بن عمير فى غزوة بدر الكبرى فقد كان هو حامل لواء الرسول الكريم الذى حمل الرايه وهو يقاتل دفاعا عن دينه باستبسال عجيب ,حتى تكاثر من حوله الاعداء و وأخذوا يلتفون من حوله فضربوا عضده الايمن فرفع الرايه بيده اليسرى فأصيب,فحمل الراية بعضديه وأخذ يصيح حاضا المؤمنين على القتال بعدما أشيع أن رسول الله قتل وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل "فاذا بالحماسة تدب فى صفوف المسلمين مدافعين عن رسول الله الى ان اخترق رمح ظهره فوقع جسد هذا المؤمن مضرجا فى دمائه ,بعد أن صعدت روحه الى السماء .وبعد ان انتهت المعركة لمحت عينا النبى صلى الله عليه وسلم مصعب بن عميرفذرفت الدموع من عينيه وقال "من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه "ثم قال" لقد رايتك بمكة وما بها أرق حلة ,وأحسن لمة منك ثم ها انتذا شعث الرأس فى بردة"ويدفن الجسد الطاهر , وتبقى ذكراه عطرة توحى بكل ماهو عظيم وجليل , وما عند الله خير وأبقى